كيف يخرج من هو أزهرى محسوب على هيئة كبار العلماء ليكفر أزهرياً آخر بل أستاذاً فى الفقه المقارن كل جريمته أنه يحاول الدفاع عن صورة الإسلام السمح وإنقاذه من بعض أبنائه الذين شوهوا صورته فى الداخل والخارج حتى صارت كلمة مسلم مرادفة لكلمة إرهابى، وصارت المجتمعات المسلمة للأسف الشديد عنواناً على التخلف الاقتصادى والثقافى بعد أن كانت منارة العالم وزاده الفكرى والعلمى؟ أجرت جريدة «الوطن» حواراً مع د.سعد الدين هلالى ونشرت فى المقابل رداً من زميله الأزهرى الذى وصف ما قاله د.سعد بأنه كفر!! قال هذا فى الوقت نفسه الذى صدر فيه بيان من هيئة العلماء التى ينتسب إليها بأن «داعش» ليست كافرة!! كنت أتمنى أن تختفى كلمة التكفير من القاموس بالنسبة للجميع ليقفوا أمام الدولة المدنية سواسية ولكن من الواضح أن سلاح التكفير يغمد فى أحيان ويشهر ويخرج من غمده فى أحيان أخرى حسب الحاجة وحسب خطورة الشخص على البيزنس، كل محاولات د.سعد الدين هلالى وغيره من المستنيرين المجددين هو دفع تلك التهم الباطلة التى شوهت صورة الإسلام أمام العالم والتى لا أعرف السبب فى غضب بعض الشيوخ من دفعها وإيضاح العكس من صورة سمحة غير عنصرية غير طائفية.. الهلالى بعقل رحب يجعل الإسلام كلمة محتضنة لكل الديانات الإبراهيمية بتشريع متدرج يصل إلى الدين الخاتم ويسأل المعترضين إذا كنتم غاضبين فلتغيروا كلمات التشهد لو تستطيعون واجعلوها اللهم صلى على سيدنا محمد فقط واحذفوا لكى يكتمل منطقكم وتتسقوا مع أنفسكم جملة «كما صليت على سيدنا إبراهيم وآل سيدنا إبراهيم...»، الهلالى يجمل الصورة أو بالأصح يعيدها إلى سيرتها الفطرية الأولى ويزيل من ملامحها ألوان الرعب والسواد، صورتها وسيرتها الأولى عندما كان القلب يستفتى قبل أن يوجد الوسطاء والسماسرة ويتحول الدين إلى مؤسسة وبيزنس واحتكار، عندما كان المسلمون يتعاملون مع القرآن مباشرة يلمس وجدانهم ويحرك عقولهم وضمائرهم قبل أن تتراكم شروح الشروح وهوامش الهوامش وتلال الأحاديث التى صارت عند البعض أهم من القرآن نفسه وارتفعت قداستها لتصبح لدى البعض المرجعية الأولى، وصار كل من يقترب منها طالباً التحليل والتفنيد والمناقشة والمطابقة للقرآن وللعلم، صار معرضاً لمحاكم التفتيش والقتل بتهمة الردة، حدث هذا التكفير مع مفكر آخر وهو إسلام بحيرى حاول فقط أن يجمل الصورة هو الآخر ويصحح المفهوم ويدافع عن صورة الإسلام المصدرة للغرب بأنه يدعو لزواج الأطفال، قال إن الرسول من الممكن ببعض الحسابات وبالرجوع لمقارنات تاريخية بين عمر السيدة عائشة وأختها أسماء أن يكون قد تزوج عائشة أكبر بكثير من سن التاسعة، قامت القيامة ولم تقعد، ما الذى يغضبكم من أن تكون صورة المسلمين حضارية يا سادة؟! ما تلك الأرتيكاريا التى تصيبكم بمجرد أن يخرج شخص يستخدم عقله ويقول مش معقول نصدر للعالم صورة لديننا على أنه عنصرى أو طائفى أو قاهر للمرأة أو مشجع لزواج الأطفال أو محرض على قتل أو ذبح؟! ماذا يضيركم فى رجل يدعى سعد الدين هلالى لم يقل عن نفسه إنه مبتدع، إنه فقط يجمع لنا الآراء المختلفة، يظهر لنا ما تخبئونه عنا أيها الشيوخ، يكتب عن المسكوت عنه الذى تحاولون دفنه ومواراته التراب فقط لأنه يخالف ما تروجونه ويضرب تجارة الدين واحتكار بضاعة الكهنوت فى مقتل.. وللأسف يروج لجريمة نكراء اسمها إعمال العقل وهى من وجهة نظركم جريمة دونها الدم فأنتم يا قبيلة المؤلفة جيوبهم تريدون قطيعاً تسوقونه وفى النهاية تستخدمون هذا القطيع قرابينَ على مذبح البنكنوت.